اسند رجل سبعيني ظهره على جدار بلون الكفن، تآخى عكازا الرجل مع كتفيه الهرمين، ظِلُ الجدار انقسم للأرض وللسماء، فجأة قابلته امرأة تشبهه في العمر، مدّت ساقي رجليها في ظل الجدار، جسدها جلس يبحث عن دفء شمس الصباح، كان...
طُلب منـي أن أترجـم أعمـالي بنفسـي إلى اللغـة العربيـة ، فقلت لا أستطيع أن استحم بماء النهر الواحد مرّتين الرواية العربية تخلو من الألوان والروائح والايقاعات الصوتية لا يشكّل الحوار مع الكاتب والروائي الجزائري »أمين الزاوي«متعة وحسب، إنمّا رحلة...
البعــــــث لم تنته الحرب إلا بعد أن أهلك الجنس البشري ولم تستطع بطن أنثى حمل المزيد من الأجنة، لم يبق من الفريقين اللذين تقاتلا حتى الموت إلا رجلان رجل من كل فريق، كانا في لحظات الاحتضار. وخلت الأرض من الناس....
هناك تلازم ما بين الفقد وبين الرائحة، ومعظم اشتغالي قائم على الآنيّ والذاكرة معا.. في عالم يوسف المحيميد الروائي يطغى هاجس الشخصية المأزومة المنطوية على سرٍّ كبيرٍ لا تتكشّف ملابساته للقارئ إلا عبر تقنيات سردية متجددة تفتح تساؤلات...
إلى مي : في الرحيل الكبير أحبك أكثر فجرا، قبيل »الله أكبر« : لم تغمض عينيك بعد، ولا وضعت رأسك إلى يمينك وتوسدت حلمك ونمت! تريد أن تنام لكنك لا تستطيع.. رأسك كجرة مثقلة بالماء، توشك أن تسقطها فتنكسر!...
على حدّ الصيف: عن البراكين والموتى والحيوانات إذا علم خلّفته يُهتدى به بدا علمٌ في الآل أغبر طامس. (المرقّش الأكبر) انظروا.. السماءُ حمراء بدم المذبحة. (مايكوفسكي) هناك في الأعالي في غموض الأعالي البعيدة وجد العائدون أيامَهم...
أنا كاتبة تحاول أن تخترع نفسها كل يوم .. امرأة لا تطاق! أشعر انني تمردت أقل مما ينبغي .. عدم الأمان هو الذي حرضني على الكتابة والانتماء الى الورقة البيضاء غادة السمان امرأة كثيفة الحضور والغياب، حاضرة في الكتاب والكتب...
الى اختي (زيانة) وزوجتي (أم فلسطين) (1) هل عدت وحدك تبكي النحيب يقطر من بيتك المسقوف بالعواصف. هل تمرّغ الدمع في التراب ومرت بقربك النهايات التي يحضنها البكاء يا لها من مخايل… حتى المزن الذي هطل على سفح غارب لم...
لقد صدقتها. فشعري أنا بني طويل، وعيوني مثل لون العسل، وأنا »حبُّوب«. لقد قالت إنها ستتزوجني حين أكبر بعد عدة سنوات، وأنا صدقتها. كانت تريني شعرها، وتقول إنه ليس ناعماً وإنَّ شعري ناعم، وهي تحبه. ولذلك، فقد وعدتُ نفسي...
آه من تلك الذاكرة التي تسعدنا وتشقينا، فكم من الخبرات البهيجة التي نجد متعة في استدعائها، وكم من الخبرات الأليمة التي نشقى بها بفعل الذاكرة! ولكن الخبرات البهيجة التي نجد متعة في استدعائها تظل عوضًا لنا عن الذكريات الأليمة،...
شاعر من الجيل الخمسيني: يتفق عدد كبير من نقاد الشعر الإسباني أن أهم شاعر إسباني خلال النصف الثاني من القرن الماضي هو خوسيه أنخيل بالينطي لتميز صوته الشعري بالعمق والشفافية في مساءلة الذات والوجود والأشياء، هذا بالإضافة إلى افتتانه...
بيدين مخمليتين تقرأ آنا اخماتوفا على الرصيف تتناسل حوريات النهر بين ضفتي شفتيك تخرج الكلمات بلذة الحزن الجرانيتي البارد نبيذا يرش على قبور العشاق في الغابة المجاورة . الهواء تحدر من صوتها ووجهي كطائر حر تناثر على ضفة النهر ...
ما زال الخبز والبيض في جوفه، ساخنين، وهذا يعني أن البكتيريا التي خرجت مع عطسه، ربما ماتت!. التهمت الفطيرة وشربت عليها عصيرا حلوا ثم نقدت العامل الآسيوي حقه، فأخذه مني وهو منشغل بدعك أنفه المريض. خرجت إلى الشارع وقطعت...
ماريو سكاليزي شاعر اختار لنفسه اسم الشاعر الملعون عن روية وفكر واختيار. فلقد كان على يقين من أن القدر قد رشحه للنهوض بامرين لا يقل احدهما عن الاخر عنفا: مواجهة رعب الوجود وكتابة الشعر. كانت إقامته على الارض ملحمة...
دخان الضحايا المشؤوم . كل شيء يتلاشى في الهواء، التاريخ مثل ريح الخريف المذهبة يسحب في عبوره التأوهات، الأوراق، الرماد، حتى لا يكون للبكاء مبرر . انحلال الذاكرة الخادع . يبدو كما لو أن كل شيء اِمَّحَى إلى...
عالية هي الأصابع كلما تسلقت جدارا أو شجرة رفعت كأساً أو جثماناً كلما رسمت بالطباشير سحابة بيضاء ناعمة في وجه السواد كلما همت بتلويحة وإشارة عين المقص على العشب سواسية بالقطع. عالية هي الأصابع حين تكتب الوعود لتأخذنا إلى...
أعتقد أن ذلك كان في العام 1992 عندما وصلتني مسودة نص لمراجعته للنشر في مجلة عربية كانت تصدر في المانيا. كان النص جزءا من رواية غير مكتملة بعنوان » حنين الي الزمن الانجليزي« لكاتب عراقي اسمه صموئيل شمعون. كنت...
اعتزاز البابليين بالثقافة السومرية، وشغفهم بها جعلاهم يجنحون في البداية الى تعلم أدبها واستيعابه في المرحلة الاولى. ثم نسخه وترجمته وتقليده في المرحلة الثانية .. وهذا يعني أن كتابة البابلين أشعارهم الأولى باللغة السومرية كان مرحلة انتقالية لكتابتها باللغة...