بدا واضحا أنّي فقدتُ يوم الخميس. لم تكن أزمة كالتي ترافقني سنة أو سنتين في شكل فكرة غاية في الغباء ثمّ تمضي. كان الأمر في البداية شبيها بمجّ سيجارة مثقوبة. أشياء تحدث كما ينسى المرء إن كان صافح أحد الذين...
ما الذي يشعل الصليل في بيت جارنا ، جارنا الذي ما أرانا النهار وجهه ولا أنبأت عن قدومه العصافير ، فيتقشر الظلام عن امرأة تنحني كأوزة ، تنخل تراب البيت وتنفض ، فتتعارك أشباح التراب وتتسلل من الباب الموارب ،...
لدى وصول أولغا سرت بينهن رعشة أمل. بالتأكيد لم تكن تبدو ودودة بنوع خاص، نحيلة البنية، طويلة القامة، تبرز عظام فكّيها ومرفقيها تحت بشرتها الكامدة، كما أنها لم تولِ أي التفاتة ناحية نساء المهجع منذ البداية. جلست على فراش القشّ...
«الباب مفتوح على آخره لكن البيت لم يعد هناك.»«الباب مفتوح على آخره لكن البيت لم يعد هناك.» الشاعر أكرم القطريبالفصل الأول:هوامشواحد وعشرون عاما.سن الرشد في جزء من العالم.أحيانا, ثمانية عشر كافية جدا.واحد وعشرون عاما قضيتها في القاهرة,وثمانية عشر عاما في...
لست أدري متى ولا أين ولا لأجل مَنْ كانتْ قد كُتِبَتِ القصَّةُ المعنونةُ بـ: “متجر الدمى”. ولا أعرف أيضاً ما إذا كانَ هذا مجرَّدَ خيالٍ أو حكاية لأشياء ووقائع حقيقية، كما يؤكد ذلك المؤلف المجهول، ولكن باختصار، وبِغَضِّ النظر عمَّا...
مرت السفينة ولم أرها من النافذة، كان مضى وقتٌ قليل على وصولها إلى ميناء نهر السين آتية من صعيد مصر، على متنها مسلة أثرية ضخمة. مرت السفينة ولم ارها في ذلك النهار الباهت المتوتر. ربما كنت نائماً في تلك اللحظة،...
لا أحد يعرف تمام المعرفة ما الذي حدث في تلك اللحظة. هل توقف الزمن أم أنه انحرف قليلا عن مساره المعتاد وسوف يعود إلى سابق عهده؟ هل زاد من سرعته وتدفق إلى الأمام بقوة سيل عارم، أم أنه نكص إلى...
وُلد فريد ادغو عام 1936 في استانبول. تخرج من أكاديمية الفنون الجميلة في استانبول، ثم تابع دراسته في باريس. عمل في الصحافة، وكتب الشعر والقصة والرواية، واهتم بالرسم والفن التشكيلي. انعكس ما عايشه في شرق تركيا حين عمل معلماً في...
قبل الموت بقليل “ما الذي نفعله؟” “إننا نعود إلى البيت” في الطريق إلى البيت كنا. هناك مقاه ومطاعم وحانات كثيرة جلسنا فيها. لم يكن لدى أحد منا فكرة عن بيته الشخصي الذي سيعود إليه بعد ليلة غامضة تغص بالذكريات. لقد...
رائحةُ الدِّفلى استيقظتُ بعد غفوة. كنت متكئًا على جدار غرفتي وأنا أقرأ كتابا. نظرتُ أمامي إلى الساعة لأعرف الوقت، فكان الجدار فارغا. نظرت عن يساري، فكان جدار أصم آخر بدل الستارة المسدلة على النافذة. نظرت عن يميني، فلم أعرف الباب...
أتذكر أنني في صغري كنت أحسب كل الفنانين مشاهير. أتذكر أنني بلغت من الصغر أن تصورت يوما الفنانين كلهم خيّرين طيّبين محبين مثيرين للاهتمام، وبشرا كما ينبغي أن يكون البشر. أتذكر ـ ولا بد أنني كنت في الثامنة أو التاسعة...
“لزيوس، إله الحكمة، قانون مخادع؛ مَن يريد أنْ يتعلم، عليه أنْ يعاني، وحتى في منامنا، يسقط ذلك الألم الذي لا يُنسى، قطرة بقطرة في القلب، وضد رغبتنا، مكرهين على ذلك، تحلّ بنا الحكمة، بكرم من الآلهة، كرمٌ كهذا كريه وبشع”...
رائحة عندما رجع جدي من الحرب قبل 60 عاما، علّق بندقيته وعمامته البيضاء في سدرة البيت، وبعدها رحل من دون ذاكرة ولا عاطفة. وبعدها ذهب أبي إلى حرب أخرى، لكي يُرمم ذاكرة أبيه، ففقد أبي نصف ذاكرته، وعندما رجع إلى...
خمس حقائب في متجر..والمتجر يقع عند ناصية طريق يتدفق منه المشاة والسيارات وعربات الباعة وراكبو الدراجات وبعض البهائم التي تحسن الجر بمهارة وصبر أو حمل بني الإنسان .. في المتجر رفٌّ اصطفت عليه خمس حقائب سفر إلى جانب بعضها …...
في العالم الثالث لا يولد الناسُ شعراء بالفطرة أبداً، بل يولدون عاديين جداً، ويتكفَّل العالمُ المُحيطُ بترسيمِهم شعراء، على الأقلّ، هذا ما حَدَث معي . بلدةٌ ليست قريبةً من القاهرة بما يكفي لكي تصيرَ مدينة، والأيامُ متقشفة تدهن كل شيء...
إلى بيرطا مالدونادو ولكن المناورات اللاواعية للروح الطاهرة هي أيضا أكثر تفردا من تدبيرات النقائص. رايموند راديغي، الحفلة الراقصة للكونت أورجيل خوان لويس، أفكر فيك لما أتخذ لي مكانا في الحافلة التي ستأخذني من المحطة إلى المطار. قدمت الأمر بشكل...
في الطريق إلى العامرات، أثناء السير من وادي عدي، تصير حلة السدِّ نقطتك الأخيرة في الزحمة. تركتَها، مخلفا دوارا مزدحما في ذروتي الحياة صباحا وعصرا. تسير بين جبال، تشعر أنها ستحضنك. إن كنت وحدك في السيارة سيتحوَّل الشارع أمامك أفعى...
أبي الحبيب.. لقد سألتني مؤخراً: لماذا أزعم أنني أخاف منك؟ وكالعادة لم أدر بماذا أجيبك. تارة بسبب الخوف الذي يعتريني أمامك، وتارة لأن الكثير من التفاصيل متعلقة بحيثيات ذلك الخوف، بحيث لا يكون بوسعي لملمة شتاتها في الحديث معك ولو...
بدأت الحكاية، هكذا… كيف لي أن أصنع حكاية، أول الصباح، والنهار بدايته عجينة في يد الخبْاز. كيف لي أن أقود السرد، وأجعل الحكي يتبعني. للحكاية ألف وجه وعليّ أن اجمع شتاتها. الضّب محور الحدث، شخصية آدمية سارت كنيته مسْرى الأمثال....