إدريس علوش
إلى خليل غريب
(1)
شحوب اللوحة
لم يكن سوى غيمة
تقاسمت غبار
مدينة مغلقة
بإرادة خفاش الظهيرة
وبأسوار أتلفت ملحها
في أدراج ” الطيقان”
جدارية
نسجت من خيوط العنكبوت
ظلهــــــــا
واعتذرت لأشعة الشمس …
هل كان
هذا الرقم 1976
شـــــؤما.. ؟!
كانت تهمس ” زيليس”
لمعاول الحفر
وفانوس اللعنة
ومروج المــاء
وظل وجهه
المتدلي من نميمة الملصق
(أقصد بالإشارة والعلامة والسهم
وجه خفاش الظهيرة)
يأسر آلة التصوير
ويستلذ بذبح المكان
ينقش بإزميل الوهم
خدشا لا يهم أحدا
ويعيد تشكيل الفزاعة
سياجا بدون معنى …
وحدها العرافة
أمسكت بتلابيب حيرته
كتبت بالسماق في حاشية
التميمة رقما : 2027
وهمست له
الأن ألقي بك في غياهب الأفول..!
(2)
حكمتهُ التلاشي
ساعة يُعيد الأشياء
إلى حتفها ونشوة الإدراك
قصب المقهى
الذي ارتد إلى جذوره
وبايع طحالب البحر
كوة ضوء تأتي من ” المون”
وغروب لم يأبه به إلى أحد
عدا لون النيلة
ومسمار تصدأ بفعل
أحزان الجغرافيا
كان هناك
يستوطن حواشي الشاطئ
ويحاذي جحافل مراكب
توغلت في الرمل
حتى طالها الهباء …
لكنه لم يتوان
عن حلم طفل
يعيد ترتيب اندثار سحنة
المدينــة
في لوحة
ترقص لها الروح والعين
واليد والكاس
وكهف ” الحامة”
وشواهد الزليج في ” سيدي منصور”
و”مقبرة اليهود” التي اهتدى إليهــــــــا
عباب الموج
واستكانت لها حناجر الرواة …
هي جدارية أخرى
لا تلزم خفاش الظهيرة
لكنها تعيد للمرسم
مزلاج الحداد …
(3)
هو الناسك – إذن –
إلى حد الفيض
أو تجلي العدم
بإشارة من أنامله
يُعيد ترميم الذاكرة
ويعيد الاعتبار إلى سهم
يهيم يسارا
ويحلم بالمكان
– كما كان – تماما
شرفة للروح
ومنارة
لبعد الرؤيا ..